الدكتور عبد القادر توران: التعاون الإسلامي-الأوروبي ضد الصهيونية

تسببت غَزَّة بصحوة عالمية، وجعلت البعضَ من الشعوب الأوروبية يدرك أنهم ضحية أسيرة للصهيونية، ويجب على المسلمين أن يتداركوا الوضع معهم لأجل التخلص من السيطرة الصهيونية‥
كتب الدكتور "عبد القادر توران" حول الصحوة الغربية بسبب غَزَّة، وما يجب القيام به تجاهها:
في المجازر السابقة في تاريخ العالم، كان من المعتاد أن تكون هناك مسافة بين القاتل ومكان إقامة المقتول، أما في مجزرة غَزَّة، يقتل الصهاينة بكل وحشية النساء الحوامل والأطفال الذين يعيشون في المنازل المجاورة لهم.
وإذا كان الصهيوني يظن أن التعليم الذي تلقاه والعقيدة والأيديولوجية التي غُرست في ذهنه تضفي الشرعية على أفعاله وتبررها، ستجعل هذه المذبحة تبدو مثل سائر الأعمال العسكرية، فهو واهم ومخدوع.
فشكل وحجم هذه المجازر أمر لا يمكن لإنسان أن ينساه، ومهما بلغت وحشية الصهاينة، فإن دماء أطفال غَزَّة المتناثرة عليهم لن تسمح لهم بالنوم بأي راحة في البيوت التي اغتصبوها والمساكن التي احتلوها.
وبمقاومتها، ألقت حـمـاس إسرائيل في حفرة تقضي على إمكانيات بقائها، وحتى لو استشهدت كل غَزَّة، فإن إسرائيل لن ترى النور بعد اليوم.
طما أن العنف في غَزَّة سوف ينقلب في النهاية على اليهود أنفسهم، سينقسم اليهود ويتنازعون ويسفكون دماء بعضهم البعض، وحتى لو رأت رومانسيتهم الحالمة المستمرة لليوم، ذلك احتمالاً بعيداً، فإن المغول الذين كانوا موحدين ومتحدين أكثر منهم بكثير، لم يتمكنوا من الهروب من ذلك.
ومن ناحية أخرى فإن تخدير اليهود للعالم منذ الحرب العالمية الثانية لا يمكن أن يستمر من بعد غَزَّة، ففي تلك الحرب الرهيبة التي استمرت من عام 1939 إلى عام 1945، والتي لا يزال شهودها على قيد الحياة، مات ما بين 70 مليون و 85 مليون شخص، أكثر من ستين مليون منهم أوروبيون، وستة ملايين منهم على الأكثر، وربما أقل من ذلك، هم من اليهود.
لكن، بينما يتم نسيان دماء جميع الأوروبيين، يتم إنتاج أدب "المذبحة اليهودية" مهما كانت حقيقتها.
أجل، تم قتل اليهود، وربما خطط هتلر أيضاً لإبادتهم في ألمانيا، حسناً، ماذا عن المذبحة التي تعرض لها الأوروبيون الآخرون! لماذا لا يتم ذكرهم؟، ولماذا لا أحد يمكنه أن يتحدث عن دور اليهود في هذه الحرب، رغم أنهم كانوا دائمًا منخرطين بشدة في اقتصاد الحرب؟.
لماذا يعتبر دم الأوروبي رخيصاً إلى هذا الحد، ويعتبر دم اليهودي مقدسًا إلى هذا الحد، على عكس دماء الآخرين؟ أليس من المفترض أن يكون دم الإنسان مقدساً بطبعه، بغض النظر عن العرق؟
من المؤسف، أن في الغرب، تم الاستيلاء على "العقل" أولاً، ثم تم الاستيلاء على القنوات الواصلة بين العقول والأفراد والجماهير، حسناً، لكن هل سيستمر هذا الاستيلاء دائماً؟.
فعندما تنظر إلى الغربيين، تكاد تعتقد أنهم جميعاً "أقسموا ألا يفكروا"، وأن هناك "ميثاقاً مقدساً" في هذا الموضوع، حسناً، إلى متى سيستمر هذا؟ فسجون الكحول والمخدرات والمال والشهوات التي يُلقى بها الغربيون لن تبقى أبدية، وقد تعب الإنسان الغربي، وهذا التعب لن يستمر إلى الأبد، فهذا مخالف لسنن الله.
وإن العنصرية الجديدة في الغرب هي سجن آخر أنشأه اليهود، فأغلب الأحزاب العنصرية في الغرب قائمة بعملاء وتمويل من اليهود، وهذا، فخ ماكر ضد الصحوة الغربية، لكن غَزَّة كشفت هذه الفخاخ، بيّنت أن العنصريين -خاصة مثل رئيس وزراء إيطاليا الفاشي المبتلى بالإدمان على المخدرات- ليسوا العنصر الإنساني الذي سيقود ويحمي مستقبل الغرب.
لقد تحملت غَزَّة مسؤوليةً كبيرةً نيابةً عن الإنسانية، ولكنها أيضاً، في الوقت نفسه، حمّلت غَزَّةُ الإنسانيةَ مسؤوليةً كبيرةً.
لفترة طويلة كتبت أن مسؤولية المسلمين تجاه الغرب ليست مواصلة العملية التقليدية بالتأكيد على الفرق بين الشرق والغرب، وذم أوروبا؛ فهذا أيضاً جانب آخر من الخدعة، فقد أتى وقت الحاجة للسيطرة على عواطفنا ومشاعرنا وهو يمضي، لم تعد أوروبا الجانية، بل هي الضحية.
في الماضي، كان المقصود من التركيز على الاختلاف بين الشرق والغرب هو حمايتنا، وما زال لليوم هذا التركيز على الاختلاف يقوم بهذه الوظيفة، لكن، إذا علمنا أن هذا الغرب لم يعد الغرب القديم وأدركنا أن هناك غرباً جديداً أمامنا، وإن استمرار تلك القضية المتمركزة حول أوروبا رغم هذا التغيير، هو وظيفة ستجعل كل واحد منا -نحن وأوروبا- وحيداً، وستضر كلاً منا.
كان كل من الغرب القديم والغرب الجديد أعداء لنا، ولكن أوروبا ليس لها مكان في الغرب الجديد.
موقفنا نحو أوروبا يجب أن يتجه لسد الفجوة الفكرية في أوروبا وإيقاظ أوروبا ضد الصهيونية.
ويجب على جامعاتنا ومثقفينا أن يركزوا على ذلك؛ وأن يستبدلوا العداء بين الشرق والغرب، الذي سيدمر عقلية الحوار والاعتدال، بالتعاون بين العالم الإسلامي وأوروبا ضد الصهيونية.
﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ … ١١٥ ﴾ [البقرة] (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندد الأستاذ محمد كوكطاش بجرائم الصهاينة والهندوس الذين تمادوا في عدوانهم لغياب ردع حقيقي من حكام الأمة، حيث طالب الحكام بتحمل المسؤوليات وعدم الاكتفاء بدمر المندد المشاهد
يسلط االأستاذ عبد الله أصلان الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، معتبراً أن العالم أصبح مجرد متفرج على الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء، داعياً إلى ضرورة مواجهة هذه الوحشية ومحاسبة المسؤولين عنها، كما ويؤكد أن غزة رغم الألم، ستظل صامدة، بينما الإنسانية هي الخاسر الأكبر.
يحذر الأستاذ محمد كوكطاش من لقاء ترامب، مؤكدًا أنه لن يُفضي إلى أي نتائج إيجابية بل سيعزز السياسات الصهيونية ويزيد من التدهور، وكما يُوصي الرئيس أردوغان بتجنب اللقاء، محذرًا من تأثيره السلبي.
أكد الأستاذ نشأت توتار على أهمية الخلافة وأن غياب الخليفة منذ أكثر من قرن تسبب في تفكك الأمة الإسلامية، كما شدد على ضرورة إحيائها لإعادة الوحدة والعدالة للأمة.